اعتقاد نذير حسين

قال عبد الحفيظ الفهري في [البلدانيات] (ص47 رقم37) : السيد المعمر أبوسالم عبد الله بن إدريس بن محمد بن أحمد السنوسي الفاسي نزيل طنجة، من أشهر علماء المغرب، كان على مذهب الأثريين، تلقاه في الحجاز عن علماء الهند كنذير حسين وعبد الرحمن الأيوبي
وقال (ص27 رقم 19) : الشيخ نذير حسين بن جواد علي الرضوي العظيم آبادي الدهلوي من أشهر العلماء الأثريين بالهند، ورسائله تدل على تبحره في علم الحديث
وقال سعد بن حمد بن عتيق -كما في [إتحاف العدول الثقات] للتويجري (ص5) : وممن حضرت عليهم وسمعت منهم وأخذت عنهم من العلماء الأعلام المحدثين الكرام الشيخ الفاضل النحرير والعالم الشهير حامل لواء أهل الحديث بلا نزاع السيد نذير حسين الدهلوي
وقال العظيم أبادي عن نذير حسين [غاية المقصود شرح سنن أبي داود] (1/54) : وإني صاحبته ولازمته قريبا من ثلاث سنين، واستفضت منه فيوضا كثيرة، ووجدته إماماً في التفسير والحديث والفقه، عاملاً بما فيها، حسن العقيدة، ملازماً لتدريس القرآن والحديث ليلاً ونهاراً..

وقال العظيم أبادي(1/57) : قال بعض أفاضل العصر وأماثل الدهر -في الحاشية: هو المولوي وحيد الزمان- في ترجمته للعقيدة الصابونية: [إن من علامات أهل السنة أن يحب أهل الحديث وناصريهم، كالأئمة الستة، والأئمة الأربعة، وغيرهم من متقدميهم ومتأخريهم -وعد أسماء بعضهم، وقال في آخره-: ومنهم شيخ الهند حضرة سيدي مولانا نذير حسين الدهلوي]، وفوالله نعم ما قال هذا الفاضل الصالح، وإني أقول: إن حبه من علامات أهل السنة، وإنه لا يبغضه إلا مبتدع معاند للحق

فصل في بيان سلفية محدثي الهند و إثباتهم لعلو الله تعالى على عرشه

قد تقدم في هذه الردود أن أهل الحديث في الهند كانوا سلفية في اعتقادهم ومنهجهم، وقد أحلت على عدد من الكتب التي أوسعت هذا الموضوع بحثاً، ذكرت منها:
– جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة بالهند للفريوائي.
– عناية علماء المسلمين بموضوع التوحيد لبديع الدين شاه السندي.
– علماء أهل الحديث في الهند وموقفهم من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب لأبي المكرم بن عبد الجليل.
– التحفة النجدية لثناء الله الأمرتسري.
– التحفة الوهابية للشيخ محمد بن إسماعيل الغزنوي.
– تحفة نجد للشيخ محمد داود الغزنوي.
– حركة الانطلاق الفكري وجهود الشاه ولي الله في التجديد للشيخ محمد إسماعيل السلفي، تعريب مقتدى الأزهري.
– الانتهاء في مسألة الاستواء لوحيد الزمان اللكنوي
– صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان للسهسواني.
– محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه للشيخ مسعود عالم الندوي (رغم أنه ليس من مدرسة نذير حسين!)
– ويلحق بالمادة كتاب تقوية الإيمان وكتاب رد الإشراك للإمام المجاهد إسماعيل الشهيد، وهو ابن عبد الغني بن ولي الله الدهلوي، وأحد أخص تلامذة عمه عبد العزيز، ومن شيوخ نذير حسين..

– وراجع للاستزادة مقدمة الشيخ الفوجياني لإتحاف النبيه لولي الله الدهلوي، ومقدمة تحفة الأحوذي للمباركفوري (1/49 طبعة المكتبة السلفية بالمدينة)، ومقدمة غاية المقصود للعظيم أبادي (وفيها ترجمة موسعة لنذير حسين 1/51-67 وفيها ثناء كثير على عقيدته)

وليأخذ القارئ فكرة مصغرة عن هذه الحقيقة أذكر حادثة معروفة في الهند قد شاء الله تعالى لحكم لعل منها إظهار تمسك علماء تلك البلاد بمذهب السلف وإنكارهم على من شذ منهم، وملخصها أن المحدث العلامة ثناء الله الأمرتسري صنف تفسيراً للقرآن العظيم، خالف في مواضع منه مذهب السلف في آيات الصفات من الإثبات بلا تكييف أو تمثيل أو تعطيل وجنح إلى ضرب من التأويل في الاستواء وغيره، فقام عليه أهل الحديث إنكاراً لهذه المحدثة عندهم، وانظر “الأربعين في أن ثناء الله ليس على مذهب المحدّثين” لعبد الحق الغزنوي حيث ذكر (ص17) مخالفة ثناء الله لمذهب المحدثين في مسألة العلو على العرش، وبعد أن ذكر أدلة على العلو قال: [وقال الحافظ ابن أبي شيبة في كتاب العرش له: وقد تواترت الأخبار أن الله خلق العرش فاستوى عليه، فهو فوق العرش]، ورد الغزنوي (ص25-26) على تأويل الأمرتسري للعرش ! أيضاً.

وقرظ رده موافقاً له كل من العلماء : 1- عبد الرحيم الغزنوي، و2- عبد الجبار الغزنوي ومما قال: إن ثناء الله [قد خالف في كثير من المواضع من تفسيره التفسير النبوي وتفاسير خير القرون، وترك تفاسير أهل السنة والجماعة واختار تفسير الجهمية والمعتزلة وغيرهما من الفرق الضالة]، و3- عبد الغفور الغزنوي قائلاً: [وما أجاب المجيب فهو كله صحيح وموافق لمذهب أهل السنة والجماعة]، و4- عبد الأول الغزنوي قائلاً: [لا شك أن ثناء الله يفسر القرآن برأيه مخالفاً للأحاديث الصحيحة والآثار السلفية وأقوال الأئمة المرضية متبعاً لأقوال الملاحدة المضلة، ويصرف الآيات القرآنية عن ظواهرها]، وكذلك وافقه باللفظ الصريح كل من وقع عليه بعدهم، على أن أقوال الأمرتسري مخالفة لأهل الحديث، وهم 5- عبد الصمد الأمرتسري، و6- غلام علي بن الحافظ محمود الأمرتسري، و7- محمد جمال الأمرتسري، و8- محمد معصوم العلوي الهزاروي، و9- محمد علي مير واعظ، و10- أبوتراب محمد عبد الحق الأمرتسري، و11- عبد العزيز الدينانكري، و12- غلام أحمد اللاهوري، و13- عبد المنان الوزيرأبادي، و14- محمد علاء الدين، و15- أصغر علي روحي، و15- محمد بن محمد حسن الخانفوري، و16- عبد الأحد بن محمد حسن الخانفوري، و17- القاضي محمد زمان، و18- هدايت الله، و19- غلام رسول صيدفوري، و20- كل حسن هزاروي، و21- محمد رباني الراجري، و22- عبد الرحيم ساكن فندي، و23- محمد كيج مكراني، و24- عبد الله شاه بن نادر شاه، و25- الحافظ عبد الهادي روالبندي، و26- غلام محمد فشاوري، و27- فضل الدين، محمد ظريف الهزاروي، و28- نادردين مهتمم، و29- ناصح، و30 -القاضي محسن الدين، و31- حافظ محمد رمضان بشاوري، و32- محمد صديق بشاوري، و33- محمد خانفوري، و34- محمد حسين الهزاروي، و35- محمد يونس، و36- محمد عبد الرحيم، و37- أحمد كل، و38- حسين بن محمد الأنصاري السعدي الخزرجي نزيل بهوبال ومما قال: [فقد اطلعت على الأغلاط الواقعة في تفسير ثناء الله فألفيتها تقشعر منها الجلود وينصدع لما فيها الجلود، قد سلك فيها غير ما سلكه المحققون من المفسرين، وحذا حذو المحرّفين والمنتحلين.. إلخ]، ووقع عليه بعده: 39- أحمد علي الميرتهي، و40- محمد عبد الحكيم، و41- رحيم بخش، و42- عبد الله خان ميرتهي، و43- قدرت شاه ولايتي، محمد نعيم الدين، و44- أبوسعيد محمد حسين، محمد بن إبراهيم البيكفوري، و45- أبوالفيض أحمد واعظ أحمد فور، و46- محمد عبد العزيز، و47- محمود الملتاني، و48- محمد عبد الحق الملتاني، و49- عبد التواب الملتاني، و50- عبد الغفار الملتاني، و51- ملا عبد الحق الملتاني، و52- الحافظ محمد يار الحويلوي، و53- الراقم عبد الله، و54- برخوردار الملتاني، و55- عبد السلام الملتاني، و56- محمد شمس الحق، و57- عبد العظيم من مضافات جمون، و58- محمد بشير صاحب، و59- أبوتراب عبد الوهاب الدهلوي، و60- محمد منفعت علي، و61- محمد عبد الغني، و62- عبد الرحمن البجاني الدهلوي، و63- أحمد الدهلوي، و64- عبد السلام الدهلوي، و65- سيد محمد أبوالحسن المدراسي، و66- فقير الله المدراسي، و67- محمد صادق المدراسي، و68- محمد إبراهيم السيالكوتي ومما قال: [ولست موافقاً للمولوي ثناء الله في هذا التفسير لا طور بيانه ولا في استشهاد آياته ولا في حل المشكلات ولا في تأويل الصفات، بل اعلم أنه خبطٌ مُحْدَث]، ثم وقع بعده 69- عبد الواحد بن عبد الله الغزنوي، 70- ورشيد أحمد كنكوهي، و71- محمد مرتضى أحسن الديوبندي، و72- محمود حسن الديويندي، و73- عزيز الرحمن مفتي ديوبند، و74- محمد عبد الله الطونكي، و75- أبوعبيد مير أحمد الله، و76- محمد سعيد البنارسي، وهو آخر المقرظين.

علماً بأن ثناء الله رجع عن هذه الأخطاء فيما بعد، واصطلح مع الغزنوية وبقية أهل الحديث، ولا سيما في مسألة العرش، فاستفدنا من تلك القضية معرفة مذاهب وأقوال نحو ثمانين من العلماء هناك في المسألة، وأن مسألة العلو هي من معتقدات أهل الحديث في القارة الهندية، ومخالفها منبوذ عندهم.

وتجد في رسالة [إصلاح الإخوان على يد السلطان] تفصيل النزاع في تأويل الاستواء الذي جرى بين ثناء الله الأمرتسري والشيخ عبد الواحد الغزنوي، ثم المحضر الذي تم عند الملك عبد العزيز آل سعود بوجود القاضي عبد الله بن بليهد، والسيد رشيد رضا، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ، والشيخ بهجة البيطار، والشيخ أبوزيد المصري وغيرهم.

وكلمة الفصل في النزاع كتبها الشيخ عبد الله بن بليهد بخط يده، وفيها أنه بحضرة جماعة من العلماء [قد حصل الاتفاق بعد النظر فيما قالوه على أن الشيخ ثناء الله قد رجع عما كان كتبه في تفسيره من تأويل الاستواء وما في معنى ذلك من آيات الصفات الذي تبع فيه المتكلمين، واتبع ما قاله السلف في هذا الباب، وأقر بأنه هو الحق بلا ريب، والتزم أن يكتب ذلك في تفسيره..] انتهى المراد منه.

وكتب الأمرتسري تحته أن الملك رضي والمخلصون -أي العلماء- أرضاهم الله بمسودة الرجوع.

والمجلس حصل في 1344 وطبعه الأمرتسري نفسه سنة 1347 ونص المصالحة موجود في تفسيره [تفسير القرآن بكلام الرحمن] كما في الكتاب المذكور.

__________
المصدر: البيان والتبيين للأسانيد المسلسلة بالسلفيين

اعتقاد نذير حسين
تمرير للأعلى