رحم الشيخ غلام الله رحمتي رحمة واسعة
حينما رأيت الشيخ المجاهد
غلام الله رحمتي عاد بي الزمن إلى عام ١٤١٠هـ
حين زارنا في أبها الشيخ المجاهد جميل الرحمن الأفغاني أمير كونر، وأمير سلفيي افغانستان و”جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة ”
وزار شيخنا العالم الرباني عبيد الله الأفغاني، وطلب من شيخنا عبيد الله أن ينتقل معهم إلى أفغانستان لحاجتهم إليه فأبى شيخنا في قصة ..
وسمعنا منه أخبار الدعوة والجهاد ودور جماعته.
و كان شيخنا ومجيزنا غلام الله نائبا له في تلك الجماعة المباركة، كنا نرى رجالا في صورة جميل الرحمن يشبهون رجال الصحابة هديا وسمتا وبذلا.
– تخرج الشيخ غلام من المدارس الديوبندية ثم تأثر بكتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب ونشر التوحيد فحبس 10 سنوات بتهمة الوهابية
وفصل الشيخ هذه السيرة من حياته في لقاء ماتع قديم مع مجلة البيان( ننقل منه مقتطفات باختصار)(1)
حوار مع فضيلة الشيخ غلام الله رحمتي (نائب الشيخ جميل الرحمن رحمه الله)……
نرجو أولا أن تعرفوا فضيلة الشيخ بشخصكم الكريم لقارئ البيان:
الشيخ غلام الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: إخوتي الأحباء: اسمي: غلام الله رحمتي، من أفغانستان من مديرية قندز، وأنا كنت خريج مدارس الديوبندية، وبفضل الله ورحمته طالعت كتب التوحيد وكتب أهل السنة مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ ابن القيم وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، وسرت بمذهب أهل السنة والجماعة، وتعرفت على التوحيد بأقسامه وعلى ما يضاد التوحيد من الشرك وأنواعه، وبعد وصولي إلى العقيدة الحقة وفقني الله لبيانها في أفغانستان في منطقة قندز، وحبست بسبب ذلك في عهد ظاهر شاه عشر سنوات متواليات باتهامي بأنني رجل وهابي ومنكر للطرق الصوفية وغير مقلد، وكان لي هناك مدرسة، وكنت ألقي فيها الدروس. وبعد أن أطلقت من المحبس هاجرت إلى باكستان، وأتيت إلى مدينة (كويتا) ،وكان هناك أحد الإخوة اسمه (شمس الدين) وكان سلفيا، كان قد أسس مدرسة باسم (الجامعة الأثرية) ، وكان درس عندي في أفغانستان، فلما علم بقدومي إلى باكستان أرسل إلي ودعاني للتدريس في جامعته، فجئت إلى بيشاور ودرست في الجامعة الأثرية لعدة سنوات، وأسست هناك جريدة باسم (المسلمون في أفغانستان) كنا ننشر فيها المسائل الدينية العقدية والعملية والأخلاقية، إلى أن تأسست جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة، وبعد التأسيس أصبحت عضوا في جماعة الدعوة وكنت نائبا للشيخ جميل الرحمن رحمه الله في حياته وحتى مقتله، نسأل الله أن يجعله في الشهداء.
وبعد قتل الشيخ صار الأمير لجماعة الدعوة شيخنا الشيخ سميع الله نجيبي حفظه الله، فكنت معه إلى انسحاب الروس، وبعد انسحاب الروس وقعت بعض الأشياء المقتضية لأن أترك جماعة الدعوة، من حيث السياسة لا من حيث الانتساب، ومنذ ذلك الحين أسست مدرسة في بيشاور اسمها دار القرآن والحديث السلفية، وهي ومنذ ذلك الحين والحمد الله قائمة، ولا زلت ألقي الدروس فيها من كتب الحديث والعقيدة والآداب وغيرها.
البيان: ذكرتم أنكم كنتم على صلة وثيقة بالشيخ جميل الرحمن رحمه الله فما هي خلفيات تلك العلاقة؟
الشيخ غلام الله: كنا في ذلك الحين الذي كنت فيه محبوسا في ولاية قندز وغيرها بتهمة تخريب العقيدة والإخلال بالأمن، كنت أنتقل من سجون مديرية إلى مديرية لاعتقادهم بأنني أخرب عقائد المسجونين أيضا، وفي آخر عهد داود سمعت في السجون من بعض الإخوة أن هنالك رجلا له تركيز على توحيد الألوهية، ويرد على القبوريين ويسكن في مدينة كونار، فسمعت به ولم أره، وبعدها هاجرت إلى باكستان سألت عنه، فقيل لي إنه قائد في الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار. وعند ذلك جرى الاتصال بينه وبيني وعرفت أنه الرجل الذي سمعت عنه، وعرفت أن
الشيخ كان تلميذا لأحد المشايخ الباكستانيين واسمه (مولانا محمد ظاهر) وكان حنفيا وماتوريديا ونقشبنديا، وسمى نفسه بالديوبندي؛ ومع ذلك كان له اهتمام بتوحيد الألوهية فتأثر به الشيخ جميل الرحمن، ولكنه كان ذكيا ذكاء فائقا، فاستقل بنفسه وطالع كتب شيخي الإسلام وكتب أهل السنة فوقع فيه التغيير حتى صار سلفيا. ولما اجتمعنا في بيشاور، قلت له: إنك لا تستطيع أن تبقى مع هذه المنظمات إلى النهاية، فلا بد أن نؤسس منظمة خاصة بالسلفيين، فأولا ما كان موافقا، ثم وافق لما عزل عن إمارة كونار من جانب الحزب الإسلامي لحكمتيار، فاغتنمت الفرصة وقلت له: لا بد أن نؤسس جماعتنا، واتفقنا هناك وأسسنا جماعة الدعوة………..وفي هذه المدة اتفق أعضاء شورى جماعة الدعوة على الانضمام إلى هذه الحكومة حتى لا تبقى الجماعة منزوية في باكستان ولا يكون لنا دور في الحكومة المستقبلة في أفغانستان. ولكني خالفت هذا الرأي؛ فصبغة الله كان رجلا صوفيا خرافيا، يصنف في الشرك الصراح البواح، منه أنه صنف كتيبا باسم: (متن بيانية صبغة الله مجددي) وقد كان كتب فيه أن هذا العالم له أربع زوايا وفي كل زاوية منها ولي من أولياء الله يسمى القطب أو البدل، وهؤلاء الأقطاب الأربعة يتصرفون في الأكوان.
وكنت قد اتصلت بصبغة الله المجددي في حياة الشيخ جميل
الرحمن، وقلت لصبغة الله في الاتصال التليفوني إنني أخبرت بأنك ألفت كتابا اسمه كذا، فهل هذا صحيح؟ قال نعم، تريده؟ قلت: لا أريده فقد وصل إلي، ولكن أريد أن أناقشك في هذا الكتاب فإن لي عليه ملاحظات، فسألني عن اسمي، فقلت له أنا غلام الله من قندز، وكان يعرفني بالاسم، فضحك وقال: آه، عرفتك
أنت الوهابي الكبير الذي خرب عقائد المسلمين في أفغانستان، والآن تريد أن تخرب عقائد المهاجرين في مخيمات باكستان، وأغلق السماعة ولم يجب بلا أو بنعم……..)) (راجع تتمة اللقاء) (2)
_ لما سُجن الشيخ غلام الله رحمتي بتهمة الوهابية 10سنوات كانوا يُنقلونه من سجنٍ إلى سجن لاعتقادهم أنه يخرب عقائد المسجونين
وكان مباركا حيث كان؛ متأسيا بيوسف عليه السلام؛ ينشر العلم ويدعو الى الله ويصحح عقائد الجهال.
قرأ عليه في سجنه عدة كتب منها صحيح البخاري وغيره وتاب على يده عدة منهم مدير السجن والذي قرا عليه صحيح البخاري وهذه تذكرنا بأربعين ابن المبارك السجنية عن شيخه السجين الربيع بن أنس، وجزء الارجاء عن احمد، الذي رواه في السجن(3) …
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وتعازينا لأسرته وبنيه وتلاميذه.
علي بن سعيد ال حمود
١٦/٦/١٤٤١هـ
_________________
١- موسوعة مجلة البيان(170/86)
٢- http://islamport.com/k/mjl/5893/4141.htm
وانطر ترجمة مهمة لابنه البار الشيخ عبدالحميد
https://ia802908.us.archive.org/13/items/gholam_allah/
gholam_allah.pdf
٣-المسلسلات والأربعينات المحياة.